الخضر عليه السلام
ذكر ابن اسحق أن آدم عليه السلام لما حضرته الوفاة أخبره بنيه أن الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه معهم في مكان عينه لهم فلما كان الطوفان حملوه معهم، فلما هبطوا الى الأرض أمر نوح بنيه ان يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى فقالوا ان الأرض ليس بها أنيس وعليها وحشة فحرضهم وحثهم على ذلك. وقال إن آدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر، فهابوا المسير الى ذلك الموضع في ذلك الوقت، فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله وعده، فهو يحيا إلى ماشاء الله له ان يحيا.وقد ثبت انه نبي من أتباع سيدنا موسى رسول الله له فوجدنا ان قد قتل غلاما وهذا الأمر لا ينبغي لأي انسان ولو من باب التعليم ولولا أنه نبي مأمور بذلك من الله عز وجل لما عمله. وقد اختلف ان كان الخضرقد بقي على قيد الحياة في عصر رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وما بعده من الخلفاء فمنهم من قال لا ومنهم من قال نعم ومنهم من ذهب الى أنه على قيد الحياة والأصح والله وأعلم انه مات عليه السلام فالله تعالىيقول:»وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد«. فالخصر وهو من البشر فقد دخل في هذا العموم ومعلوم أن الله تعالى ما بعث نبياً إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، فالخضر إن كان ولياً أو نبياً فقد دخل في هذا الميثاق فلو في زمن رسول الله لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه يؤمن بما أنزل الله عليه. وقد ورد عن سيدنا محمد قوله:»أقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة« فالخضر عليه السلام إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع فلا إشكال، وإن كان قد أدرك زمانه فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة، فيكون الآن مفقوداً لا موجوداً، لأنه داخل في هذا العموم، والأصل عدم المخصص له حتى يثبت بدليل صحيح يجب قبوله والله أعلم.~~~~~~~~~~~~~~
الياس عليه السلام
هو الياس النشبي بن اليمازر بن العيزاص بن هارون أخو موسى وكان إرساله إلى أهالي مدينة بعلبك في لبنان غربيدمشق. فدعاهم لعبادة الله عز وجل وترك ما كانوا يعبدون وهو صنم لهم كانوا يسمونه»بعلا« قال تعالى: وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين« الصافات123ـ 125. فلم يسمعوا لدعوته واستهزأوا به ثم أرادوا قتله، فهرب منهم واختفى عنهم في غار تحت البلد وقد بقي هناك فترة إلى أن مات ملك القوم الكافر فخرج إلياس ودعا الملك الجديد للإسلام فأسلم وأسلم من قومه العدد الكبير إلا عشرة آلاف شخص فقط فتقاتلوا معهم فقتلوهم عن آخرهم ولم يبقوا منهم أحدا، واستطاع النبي إلياس إقامة دولته في تلك المنطقة فترة جيدة.