جزء من قصيدة البردة للبوصيري بالإسكندريةقصيدة البردةأوقصيدة البُرأةأوالكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، أحد أشهرالقصائدفيمدحالنبيمحمد)صل الله عليه وسلم(، كتبهامحمد بن سعيد البوصيريفي القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي.]1[وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائدالمديح النبويإن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة.]2[وقد انتشرت هذهالقصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة. وأقاموا لها مجالس عرفت بـمجالسالبردة الشريفة، أومجالس الصلاة على النبي. يقول الدكتور زكي مبارك: »البوصيري بهذه البردة هوالأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال. وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذإلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول«]3[]4[. وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذاالتبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماءالسلفيةعابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو فيمدحالنبيمحمد.سبب نظم هذه القصيدةيقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج )الشلل النصفي( فأبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: أي قصائدي؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة. فأعطيته إياها. وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤيا.