* من حيث لا يدري يلقي والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين باللوم والتقصير والفشل على نفسه في ما ذكرته صحيفة )الجريدة( على لسانه أمس.. فقد اقرّ بصعوبة حل مشكلات النقل والمواصلات في الولاية، وأرجع ذلك لشح الميزانيات المرصودة لتخطيط الطرق والزيادة المضطردة للسكان بسبب الهجرة من الريف للمدن؛ إضافة لضعف عائد الإستثمار في مجال النقل.* كل ما ذكر من التبريرات لا يزيد عن سوء إدارة يظل عبدالرحيم في مقدمة المسؤولين عنها.. وفوق ذلك لا ننسى الفساد العام مُسبِّب أزمات الوطن كافة..! أما انتقاده لحال مواقف المواصلات التي تحولت إلى أسواق وحديثه المخصص حول موقف )كركر( الشهير؛ فإنه في مجمله حديث العاجز المستبد الذي بيمينه قلم الإصلاح زائد)عَصَاه( وبشماله قبضة الإرادة لهذا الإصلاح؛ لكنه يتجمد في منصبه مكتفياً بتوصيف مشكلات على الأرض وليست في حضن السماء؛ حتى تحتاج )لعبقرية(..! فلمن يشكووهو المسؤول؟!* مؤكد أن الوالي يشكو فشله.. ذلك الذي وُلِد به مع نظام كامل مسدود الأفق؛ يفسد في البر والبحر والجو؛ ثم يريد أن يجني من فساده )عِنباً( للناس..!* منتهى اللئامة وقلة الحياء أن يتحجج الوالي بهذا الهراء الذي نعيد صياغته من الخبر: )قال والي الخرطوم إنالهجرة المُضطردة من الريف إلى الخرطوم؛ ساهمت في زيادة نسبة السكان والضغط على الخدمات. مضيفاً:"الراعي جاء هنا يبيع موية وزاحمين محطات المواصلات" وزاد بالقول: ماعندنا حل للإشكال دا( انتهى.* أول ما يتبادر لأي شريف من الكلام أعلاه هو )خيبة القائل ــ سواد طويته ــ استفزازه( وكأن هذا الراعي المُنهَك فرشت له الحكومة الورود في منطقته فركلها وجاء إلى الخرطوم ليزاحم الخلق.. ويبدو حسب فهم الحاكمين؛ أن الخرطوم التي زحفوا إليها )حفاة( ينبغي ألّا يزاحمهم فيها سوى أشباههم.. بينما حكومة هؤلاء الأوغاد ما تركت إقليماً في السودان إلّا جففته من الحياة أو أشعلت فيه الحرب؛ وأجبرت أهله على النزوح..!* إن الرعية )الغلبانين( أصحاب المهن البسيطة الذين قدموا من ولايات السودان المختلفة للعاصمة وعناهم الوالي بوضوح؛ من حقهم العيش بأيِّ مكان داخل وطنهم.. فمجرمي الحرب والقتلة والحرامية والجنجويد والمغتصبين ومروجي حاويات المخدرات يعيشون في الخرطوم )بحق الشعب المنهوب(؛ فكيف نستنكِر العيش فيها على البسطاء الطاهرين؟!* من مخازي والي الخرطوم الدالة على خوائه )كبقية إخوانه في الحكم( قوله الذي يبدو كوميدياً بخصوص فشلهم في حل مشكلة المواصلات: )ناس صلعتهم وصلت حقتي دي وما لِقوا ليها حلول في ظل الميزانيات الشحيحة.. لوصِلَعكم وصلت صَلعتي ما بتلقوا ليها حل والكاش بقلل النقاش(. انتهى.* هل فات على الوالي )أبو صلعة( أن الله سبحانه وتعالىلو أمطر من السماء دولارات؛ فلن ينال المواطن منها خيراً في ظل نظامهم؟! ثم.. الوالي الذي لا يستطيع حل المشكلات؛ لماذا لا يعتذر ويغادر كرسيه )في ستينداهية( بدلاً عن سَفهِ القول؟!خروج:* من جانب آخر.. والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين تنحو تصرفاته لكوميديا خاصة! وذلك لمن بسط الرؤية تجاهه )متعمداً( واسقط الشخصية العامة التي لا يمكن اصطفائها.. فالزمرة التي يتوسطها المذكور يستحيل أنتصطفي منها أحداً إذا كنت بكامل قواك العقلية.. وكوميديا الوالي )بُوحَة( من نوع مختلف تتعذر تسميته؛ لكنه أقرب )للدروشة( وأبعد من الفن بالطبع..! ومن النادر أن يظهر المذكور في )لمّة( فيصدر عنه فِعل أو تصريح طبيعي لا تشوبه المنقصات و)المُمغِصَات(..!
أعوذ بالله