من سيط يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل كان عليه السلام قصيراً أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيه. كان محبوباً من قبل بني إسرائيل، وقد جمع الله له بين الملك والنبوة، بين خير الدنيا والأخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في سبط، فاجتمعا في داوود عليه السلام.قال تعالى:»ولقد آتينا داوود منا فضلاً، يا جبال أوبي معه والطير، وألنا له الحديد«سورة ص17. وقد وهبه الله تعالى من الصوت العظيم مالم يعطه أحد بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة الزبور يقف الطير فيالهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه بكرة وعشياً صلوات الله وسلامه عليه. ولقد آتاه الله قوة الفصل بين الناس بالعدل والمساواة، فكان يقضي بين الناس في المنازعات والمخالفات ما زاد في تعظيم بني إسرائيل له وتبجيله ورفع مكانته. بلغ داوود من العمر مائة سنة بعد حديث آدم ووهبه لولده داوود 40سنة من عمره وكان سيدنا داوود عليه السلام فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلا يدخل أحد على أهله حتى يرجع فخرج ذات يوم وأغلق الأبواب،وكان هناك رجل قائم وسط الدار فلما رجع داوود فإذاالرجل قائم وسط الدار فقال له داوود من أنت فقال:»أنا الذي لاأهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب، فقال داوود.أنت والله إذن ملك الموت. مرحباً بأمر الله فقبض، وقد ورد أنه لم يمت أحد في بني إسرائيل بعد موسى وهارون وكانوا عليه ثكلى مثل داوود، وكان مدته في الصيف فأذاهم الحر فنادوا ولده سليمان عليه السلام أن يعمل لهم وقاية من الشمس فنادى الطير وأمرها أن تظلل الناس فتراص الطير جنبها إلى جنب حتى استمسكت الريح فكاد الناس أن يختنقوا من الغم فنادوا سليمان من الغم،فأمر الطير أن أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي من ناحية الريح، وكانما أراد وكان ذلك أول مارأوه من ملك سليمان.~~~~~~~~~~~~~~ذي الكفل»...واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل، وكل من الأخيار« فالظاهر من ذكره في القرآن الكريم مقروناً مع السادة الأنبياء أنه نبي عليه الصلاة والسلام وزعم آخرون أنه لم يكن نبياً، وانما كان رجلاً صالحاً. وقيل انه سمي ذو الكفل لقصة وهي أن اليسع لما كبر استخلف على قومه رجلاً يصوم ويصلي ولا يغضب وسألهم ذلك، فوقف رجل تزدريه العين فرده في ذلك اليوم وفي اليوم التالي كرر نفس السؤال فما وقف أحد غير ذلك الرجل فاستخلفه، وكان حكماً عدلاً بين بني اسرائيل تكفل بهم وأحسن معاملتهم ولم تستطع الشياطين عليه ولهذا فقد سمي بذي الكفل والله أعلم.